عادة ما يتم الاعلان عن مسلسلات رمضان للموسم القادم..اما ان يعلن عن الاتفاق على عرض الاعمال الى الموسم مابعد القادم فهذا كان جديد بعض الشئ..خاصة وان لااحد يضمن ان يتواجد او يعرض عمله رمضان القادم نفسه..فهل هذا يأتى مثلا من باب حجز النجم..او دعاية لعمل ما او فكرة ما..او انه حفظا لماء وجه النجم من اختفائه العام التالى رغم نجاحه الطاغى فى عامه الحالى..ام ان النجم نفسه احب البعد والتأجيل حتى لا يحرق نفسه بتواجده المستمر فى التلفزيون بأعمال درامية مما يؤثر على نجوميته فى السينما وشباك وايرادات السينما.. عموما هى فكرة الاعلان عن اعمال رمضان مابعد القادم هى جديدة.

ومن اهم الاعمال التى اعلنوا عنها لرمضان 2025 هو الجزء الثانى لمسلسل جعفر العمدة الذى حقق نجاحا مبهرا وساحقا على مستوى متابعات الجمهور فى رمضان 2023  مما جعل صناع العمل على تأكيد عمل جزء ثانى له للعرض فى رمضان القادم..ولكن مع مرور الوقت وجدوا انهم لن يستطعوا اللحاق بماراثون رمضان الدرامى لعام 2024 لما يحتاجه العمل من اهنمام اكبر وامكانيات اكثر حتى لايقل فى نجاحة عما حدث مع الجزء الأول ان لم يكن اكثر نجاحا وابهارا..وحتى لايخذل جمهوره الذى ارتبط وجدانيا مع المعلم جعفر وزوجاته وامه صفصف وشقيقه ونعيم وغيرهم من شخصيات العمل الدرامية التى علقت معهم وتعلقوا بها . وان كنت ارى ان تيمة محمد رمضان الدرامية والتى غالبا ما تنجح مع جمهوره لا تتغير كثيرا من عمل لأخر فهو لا يخرج كثيرا عن فكرة الصعود او المظلوم الذى ينتقم من ظالمه وهى فكرة مضمونة ليس لمحمد رمضان فقط بل لكل النجوم التى تحب ان تلعب على المضمون بعد ان حققوا جماهيرية كبيرة لا يحبوا ان يفقدوها او يراهنوا عليها بأفكار جديدة وبالتالى لافرق كبير بين جعفر العمدة والبرنس مثلا او الاسطورة فالتيمة واحدة وان اختلف التناول..وبالتالى ممكن جدا فى اى لحظة نجد عمل اخر غير جعفر العمد يقدمه رمضان  فى شهر رمضان مابعد القادم فقط الاعلان عن جزء ثانى لعمل كسر الدنيا جماهيريا دعاية ليست مضرة وهدف للاستفادة من عمل نجح بالفعل وبالتالى لايحتاجون لدعاية جديدة وترويج جديد لفكرة جديدة فهناك فكرة وعمل ناجح بالفعل وبالتالى فكرة طرح رهان جديد زمغامرة جديدة لن تكن بكيفية الرهان على عمل ناجح فعلا..والمسلسل بطولة محمد رمضان والنجمة هالة صدقى اخراج محمد سامى..حتى الان.

اما عن مسلسل (النبطى) والذى اعلن عنه المخرج عبد العزيز حشاد انه تم الاتفاق على عرضه فى رمضان 2025..فهو مسلسل مأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب والروائى الكبير يوسف زيدان والتى صدرت لأول مرة عام 2010 والتى تدور احداثها فى الفترة الزمنية قبل 20 عاما من الفتح الاسلامى لمصر وهى رواية حقيقية بأشخاص حقيقين اضاف لها الكاتب نقوش خيالية من ابداعاته ليوضح من خلال هذا الدمج مابين الحقيقة والخيال حقيقة الحياة فى تلك الحقبة من خلال عالم واقعى خيالى ممتلئ بسحر الابداع..

وعن سبب تأخر عرض المسلسل الى رمضان مابعد القادم هو اولا انشغال المخرج عبد العزيز حشاد بتحضير وتصوير مسلسله الجديد جرى الوحوش المأخوذ عن قصة فيلم جرى الوحوش للكاتب الكبير الراحل محمود ابو زيد والذى قام ببطولته العمالقة نور الشريف ومحمود عبد العزيز وحسن فهمى وحسين الشربينى وإخراج على عبد الخالق.. والنبطى يحتاج امكانيات كبيرة وضخمة ويحتاج تركيز واهتمام من نوع خاص خاصة وانه سيترجم لعدة لغات لما يحتويه من اهمية فكرية وثقافية وطبعا فنية..وها مااكده حشاد خاصة وانه بعد رمضان القادم سيتفرغ تماما ليس للعمل على النبطى فقط ولكن ايضا للعمل على رواية عزازيل للكاتب الكبير ايضا يوسف زيدان والتى حصلت على جائزة البوكر العالمية والتى تدور احداثها حول السيرة الذاتية للراهب المصرى هيبا والذى كان يعيش فى فترة اضطرابات كبيرة وانقسامات ضخمة بين شرائح الشعب..واضاف حشاد ان اهمية الرواية تكمن فى انها تتطرق الى فترة زمنية تاريخية لم يتناولها الادب العربى من قبل فالرواية بما تحملة من جرأة فى التناول وابداع فى الكتابة وخطورة فى الطرح تحتاج تركيز كبير فى التحضير..وسيكون هذا من خلال فيلم سينمائى وليس مسلسل درامى وكلمة عزازيل تعنى الشيطان ..الذي طلب من الراهب هيبا  كتابة السيرة الذاتية لهذا الراهب المصرى..

وسيتم تصوير الفيلم بعد شهر رمضان القادم على ان يلحق به بعد ذلك تصوير مسلسل النبطى حيث نشعر ان هناك تشابه فى بعض خطوط الروايتين مما يزيد المشاهد شعورا بالشغف والاثارة لإنتظار هذين العملين وهذا مااكده المخرج عبد العزيز حشاد مشيرا الى ان هذين العملين يحتاجان ميزانية ضخمة للظهور بالشكل المبهر الذى يتمناه اى مبدع لأن اى تهاون او استسهال فى التعامل والتناول لهذين العملين سيكون كارثى فنا وفكرا.